٢٨ مايو - الشركة مع الله

الشركة مع الله
قُطع يسوع بالموت لنلتصق نحن بالرب للأبد

في بستان جثسيماني، استل بطرس سيفه، وضرب به عبد رئيس الكهنة، في محاولة لحماية يسوع. فقال له يسوع:
"اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟ (يوحنا 18: 11).
رغم أن عمل الفداء لم يكن قد اكتمل بعد على الصليب. إلا أن يسوع قال بأنه سوف يشرب كأس الآلام، التي أعطاها الآب له، حتى الثمالة. وحقاً استنفد يسوع الكأس بالكامل. لقد اجتاز الموت في ثلاث جوانب. أولاً، اختبر الموت الروحي؛ ثانياً، اختبر الموت الجسدي؛ ثالثاً، اختبر النفي (الانفصال) الروحي عن الله.
لقد ذاق يسوع الموت نيابة عن كل شخص، لتصير لنا الحياة. وهذه الحياة تتمثل في ذات الجوانب الثلاث التي إجتاز فيها يسوع بالموت.
أولاً، لدينا حياة روحية. فمن خلال الإيمان بيسوع المسيح، صار لنا إتحاد وشَرِكَة مع الله الآب، هنا، في هذه الحياة. تماماً مثلما إتحد يسوع مع الله الآب، وعاش حياة في إتحاد وشركة مع الله الآب. قال يسوع في انجيل يوحنا:
"أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يوحنا 10: 30).
كان هذا هو الحال، حتى وضعت أثامنا عليه على الصليب، وانفصل عن الآب. قُطع من أرض الأحياء، لكي نتحد نحن مع الآب. فبالإيمان بيسوع، أنت وأنا، يمكننا أن نتحد مع الله بالروح، ونسير في هذه الحياة متحدين مع الله، كما سار يسوع حياته في وحدة مع الآب بالروح. هذا هو الغرض النهائي للبشارة. يخبرنا الرسول يوحنا في رسالته الأولى 1: 3
"الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."
لقد فقَد يسوع شركته مع الآب، من أجلنا، لكي يكون لنا نحن حياة شَرِكَة مع الآب.
صلاة
ربي يسوع، أشكرك من أجل عملك على الصليب لأجلي. أعلن أن يسوع ذاق الموت ليكون لي حياة؛ وأنه قُطع من أرض الأحياء ليكون لي وحدة؛ وأنه خسر شركته ليكون لي شركة. وأعلن إيماني أن الرب يسوع قُطع بالموت لألتصق أنا بالرب للأبد. أمين