عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُ الله
أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ، هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟
يركز سفر أيوب على المهارة الفائقة، والعناية الهائلة، التي خلق بها الله جسد الإنسان، فيقول:
"يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعًا ... اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ ... أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ، وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ." (أيوب 10: 8 – 11)
وهذا ما يؤكده سفر التكوين 2: 7 في استخدامه لكلمة "جبل". فالكلمة تشير إلى عمل ماهر، ناتج عن عناية كبيرة. ليتفق تماما مع ما قاله أيوب عن المهارة الفائقة والعناية الهائلة التي خلق بها الله جسد الإنسان. كذلك يستخدم أيوب تعبيرات حية ليعبر عن ذلك، فيقول في الأعداد 10 – 11
" ... كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ."
يا لها من تعبيرات رائعة! فهو يرسم صورة دقيقة للترابط بين مختلف الأجزاء الأساسية لجسد الإنسان.
وفي مزمور 139 يقول داود"
"رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا." (العدد 16)
شكل الله جسد الإنسان، بمهارة فائقة، وهناك رقم لكل عضو، وكلها كتبت في سفر الرب. ويمكنك أن تقارن هذه الآية، بما قاله الرب يسوع في لوقا 12: 7
"بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!"
هذا هو مدى اهتمام الرب بأجسادنا البشرية– فهو يهتم بأدق وأصغر التفاصيل! وإذا أدركت هذا الحق جيداً، سوف تدرك أيضاً، أن للرب قصد عظيم، من عمل يديه الرائع، الذي هو "جسدك".
صلاة
أشكرك يا رب، من أجل عملك في. أعلن أن الرب شكلني بمهارة وعناية كبيرة – وأن لديه قصد لهذا العمل الرائع أي جسدي. وأؤمن أن الله الآب هو خالقي، هو صنعني وأوجدني. آمين
