٥ مايو - موعد الآب

موعد الله الآب
 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا

speaker iconيربط الرسول بولس في رسالة (غلاطية 3: 14) بـين قبول موعد الروح القدس، وبين كفّارة المسيح. ويؤكد على أن "قبول الروح القدس" لا يعتمد على استحقاقات المؤمن الشخصية إطلاقاً، بل يعتمد كلياً على كفّارة المسيح التي فيها كل الكفاية. وهذا القبول يتم بالإيمان وليس بالأعمال. فيقول "لننال بالإيمان موعد الروح".
وتتفق هذه الحقيقة مع الوصية الأخيرة التي أوصى بها يسوع تلاميذه، قبـل صعوده إلى السماء، قائلاً لهم: وها أنا أرسل اليكم موعد أبـي، فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبَسوا قوةً من الأعالي (لوقا 49:24). وهو يتحدث هنا عن المعمودية بالروح القدس التي قَبِلها تلاميذه فيما بعد يوم الخمسين.
تقدم لنا عبارة "موعد الآب" بصيرةً رائعة، نُدرك بها فكر الله الآب، بخصوص عطية الروح القدس. لقد ذكر أحدهم بأنَّ الكتاب المقدس يحتوي على سبعة آلاف وعدٍ إلهي متميز، غير أنَّ يسوع ينتـقي واحداً من بـين كل هذه الوعود، ويعتبره - بكيفيةٍ فريدةٍ وخاصة جداً -"موعد الآب" لكلٍّ أولاده المؤمنـين.
يطلق الرسول بولس على هذا الموعد "بركة إبراهيم" (كما ذُكر في رسالة غلاطية 14:3) فيربطه بهدف الله السامي من اختياره لإبراهيم. قال الله لإبراهيم عندما دعاه من أور الكلدانـيـين:
(تكوين 2:12-3). "وَأُبَارِكَكَ ...وَتَكُونَ بَرَكَةً...وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ".
وفي تعاملات الله اللاحقة مع إبراهيم، أكَّد الله مراراً على إرادته بمنح البركة للجميع قائلاً: "أباركك ... ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض (تكوين 17:22-18). فإلى أية بركةٍ تـشير هذه الوعود الالهية؟ إنها بركة "موعد الروح" (غلاطية 3: 14). لقد سفك يسوع دمه على الصليب، ليحصل لنا على هذه البركة، التي وعد بها نسل إبراهيم.


صلاة
ربي يسوع، أشكرك من أجل عملك على الصليب لأجلي. أعلن أن يسوع سفك دمه على الصليب ليقتني بركة إبراهيم – والتي يطلق عليها "موعد أبي" – وأني أستقبل وعد البركة للروح القدس. وأُعلن إيماني أن الرب يسوع صار لعنة لكي يفتديني من لعنة الناموس، ولكي أنال أنا البركة. أمين

Download Audio