إنكار الذات
لنلاحظ بعضنا بعضاً
فيما يتعلق باستعدادنا لخدمة الآخرين، أريد أن نقرأ فقرة أخرى كتبها الرسول بولس إلى الى كنيسة كورنثوس. كان الرسول بولس يهودياً، ومتعصباً، وصارماً، ويقظاً بحسب خلفيته. كان فريسياً، وكان لديه المؤهلات ليكون معلماً. كما أن لديه نوع من البر، جعله يفصل نفسه عن الآخرين، وكان ينظر لهم أنهم أقل منه، أو حتى يحتقرهم.
ولكن عندما آمن بيسوع، حدث تغيير أكثر من رائع في طبيعته. تذكر أن أهل كورنثوس كانوا في الأساس حثالة المجتمع. فقد ذكر في رسالته، أن بعضاً منهم كانوا مثليين، والبعض عاهرات، والبعض سكارى، والبعض مزدرين. لم يكونوا أفضل الناس. كانت كورنثوس أحد الموانئ الهامة في العالم القديم، ومثل العديد من الموانئ كانت المدينة مليئة بكل هذه النماذج من الناس.
ولكن رغم ذلك، دعونا ننظر في هذا الإعلان المذهل الذي قاله لهم الرسول بولس: " فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ." (كورنثوس الثانية 4: 5).
ها هو الفريسي المتفاخر يقول، " وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ " حتى لهذه النماذج الموجودة في كورنثوس!
ويمكنك أن تلاحظ في هذه الآية ثلاث خطوات. اولاً، علينا أن نُنكر أنفسنا: " لَسْنَا ... بِأَنْفُسِنَا " وثانياً، نتوج المسيح: "بل بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّاً" وثالثاً، نخدم الآخرين: " بِأَنْفُسِنَا [نحن] عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ" أنها خطوات هامة جداً. بالحب، نخدم الآخرين. هذه هي الرسالة: اهرب من التمركز حول الذات.
صلاة
أشكرك يا رب، لأنك أمين – أنت تعطيني الرجاء. أعلن أني أُنكر ذاتي، وأتوج المسيح، وأخدم الآخرين. وأني سأهتم بالآخرينً. آمين.
