٢٨ مارس - إنْ آمَنْتِ... تَرَيْنَ

إنْ آمَنْتِ... تَرَيْنَ
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.

speaker iconنحن نرتبط بالعالم المنظور من حولنا من خلال ما نراه فعلياً. أما الإيمان فيأخذنا لما يتجاوز المنظور، حتى يصل بنا الى ما هو غير مرئي. يقول الرسول بولس في رسالة كورنثوس الثانية 5: 7 :
"لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ".
عندما نسلك بالعيان، فنحن لا نحتاج إلى الإيمان. وعندما نسلك بالإيمان، لن نحتاج إلى العيان. فكل منهما يستبعد الآخر. ينادي العالم ويقول: " لا تصدق، إلا، ما تراه". أما الكتاب المقدس فيعكس هذا الترتيب، ويقول: يجب أن تؤمن أولاً، وبعدها، سوف ترى. أنه مبدأ مهم جداً. ودعونا ننظر في بعض الشواهد الكتابية التي توضحه. يقول المرنم في (مزمور 27: 13):
" لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. " (مزمور 27: 13)
أيهما جاء أولاً، الإيمان أم الرؤية؟ الإجابة هي الإيمان. وينطبق هذا الأمر علينا نحن أيضاً. إن لم نؤمن برؤية جود الرب، سنصاب باليأس. الذي يحمينا من اليأس، هو ما نؤمن به وليس هو ما نراه.
وهذا يتفق مع ما قاله كاتب رسالة العبرانيين عن موسى النبي فيقول في (عبرانيين 11: 27)
"بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. "
لم يكن في ظروف موسى المرئية في ذلك الوقت أي شيء يمكن أن يعطيه أملاً أو تشجيعاً. إلا أنه على الرغم من أن كل شيء كان ضده، تحمل، وتشدد، لأنه كان قادراً على رؤية ما هو غير مرئي. كيف فعل هذا؟ بالإيمان. الإيمان يُمكننا من رؤية غير المرئي. وبالتالي يمكننا من تحمل الضغوط التي يثقلنا بها العالم المرئي. والآن ننتقل لما قاله يسوع عندما أقام لعازر من الموت.
" قَالَ يَسُوعُ: "ارْفَعُوا الْحَجَرَ!". قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَاسَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». " (يوحنا 11: 39 – 40)
ما قاله يسوع لمرثا هنا هو ما يقوله لكل من يرغب في رؤية مجد الله. فيجب أن نؤمن أننا سنرى. فنحن لا نرى أولاً، ثم نؤمن. نحن نؤمن أولاً؛ ونتيجة إيماننا هو أن نرى. فالإيمان يأتي قبل العيان.


صلاة
يا رب يسوع أريد أن أرى مجد الرب في حياتي. يتحداني العالم أن أرى أولاً، ولكن كلمتك تقول إن الإيمان يأتي أولاً. أؤمن بك أكثر مما أصدق العالم. ساعدني اليوم أن أميز الأشياء التي تخبرني بها عيناي والأشياء التي تقولها كلمتك. بالإيمان أقول: كلمتك حق. أؤمن أنني سأرى جود الرب في أرض الأحياء. آمين

 

Download Audio 

عضو
فريق الخدمة

أهلاً وسهلاً.. زيارتك تهمنا، ونحن هنا فى خدمتك.. يمكنك التحدث الينا مباشرة الآن..

يمكنك التحدث الينا