الرجاء الحقيقي
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.
الرجاء المسيحي الحقيقي ليس شيئاً غير واقعي. وهو ليس مجرد التمني. فيجب أن يستند الرجاء بقوة على حقائق ووعود من الكتاب المقدس. على سبيل المثال، في رسالة رومية 8: 28 يقول الرسول بولس:
"وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."
إذا كان الله يعمل كل الأشياء معاً لخيرنا، فما هي المساحة المتروكة لأي توجه آخر، سوى الرجاء؟
لكن يجب أن نتأكد أننا نحقق شروط هذه الآية، حتى يمكننا أن نطبقها على حياتنا. فهل حقاً نحن نحب الله؟ هل نسعى لتحقيق مقاصده لحياتنا؟ إذا كان الأمر كذلك، يجعل الله كل الأشياء – وكل الأحداث، وكل المواقف – تعمل معاً لخيرنا. وهذا لا يترك لأذهاننا إلا إتجاهاً منطقياً واحداً، وهذا الاتجاه هو الرجاء (التفاؤل). وفي ضوء هذا، إن كان المؤمن متشائماً فهذا في الواقع إنكاراً لإيمانه.
إن الإيمان هو الأساس الوحيد الراسخ للرجاء. إذا لم نؤمن بما تخبرنا به كلمة الله، فلن يكون هناك أي أساس راسخ لرجائنا. فالرجاء المؤسس على الإيمان الحقيقي في القلب، لن يصيبنا بخيبة الأمل. ولكن، بدون هذا الأساس، لن يوجد ضمان بتحقيق رجاءنا. فهو يفتقر لوجود أساس للإيمان الحقيقي في القلب، ومن ثم ليس له أي نفع، كما ذُكر في الأسفار المقدسة. بل بالأحرى ربما يسبب لنا خيبة الأمل. وحتى نتدرب على التمييز بين هاتين الصورتين من صور الرجاء، الرجاء الحقيقي المستند على كلمة الله، والرجاء الوهمي. نحن دائماً في خطر تبني الرجاء الذي لن يتحقق أبداً.
صلاة
أشكرك يا أبانا السماوي لأنك تعطيني الأساس الراسخ لأمتلك الرجاء في حياتي. سامحني على الأوقات التي فكرت أو عبرت فيها بكلمات سلبية أو متشائمة. لا أريد أن أنكر حقائق كلمتك، لأنها الأساس الراسخ للرجاء في حياتي.آمين