٣٠ مارس - إيمان أم رجاء؟

إيمان أم رجاء؟
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.

speaker iconيشعر كثيراً من المؤمنين بالإحباط وخيبة الأمل عندما يصلون ولا ينالون استجابة. وغالباً يكون هذا بسبب أنهم لا يصلون بإيمان، ولكنهم يصلون برجاء فقط. يوجد اختلاف بين الإيمان والرجاء. الإيمان ينبع من القلب، أما الرجاء فينبع من الذهن. يقول الرسول بولس في (رسالة رومية 10: 10)
" لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ..."
الإيمان الكتابي ينبع من القلب. ويتبعه تأثيرات هامة جداً. فنجد في هذه الآية أن عبارة "يُؤْمَنُ بِهِ" يتبعها كلمة "لِلْبِرِّ "، وهي كلمة مسبوقة بحرف لام التعليل. والذي يشير إلى نتيجة الإيمان، أو تأثير الإيمان: وهو تحقيق البر. مما يوضح أن الإيمان الحقيقي ليس أمراً جامداً. في الحقيقة، الشخص الذي يؤمن حتماً سيتغير، بسبب ما يؤمن به. فكل الأمور التي تنبع من القلب، تحدد في النهاية مسيرة حياتنا (كما ذُكر في سفر الأمثال 4: 23). ولا يُعد مجرد قبول الذهن للحق، إيماناً. لأن الإيمان الحقيقي كما يذكره الكتاب المقدس ينبع من القلب، وهو يحدد الطريقة التي نحيا بها. ومع ذلك، فالله لا يترك الذهن بدون أن يوفر له ما يحتاجه. حيث يُنتج الإيمان العامل في القلب، الرجاء في الذهن.
نرى هذا في (عبرانيين 11: 1):

"وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى..."
الإيمان في القلب هو الثقة في واقع غير مرئي. وهو بمثابة الأساس الكتابي الفعال للرجاء الذي نستقبله في عقولنا. يذكر الرسول بولس في تسالونيكي الأولى 5: 8، جوانب شخصياتنا التي تتأثر بالإيمان وكذلك تلك التي تتأثر بالرجاء:
"وَأَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لاَبِسِينَ دِرْعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ الْخَلاَصِ."
توضح هذه الآية أن الإيمان والمحبة هما الدرع، الذي يحمي الصدر والقلب. أما الرجاء فهو الخوذة التي تحمي الرأس أو الذهن. والرجاء في الكتاب المقدس هو التوقع الواثق للخير – أي التفاؤل الثابت الراسخ. وتظهر أهمية الرجاء في أنه يحمي الذهن. لذا ينبغي على المؤمن أن يرتدي خوذة الرجاء، لمدة أربع وعشرين ساعة يومياً. لأنه إذا خلعنا هذه الخوذة، وبدأنا نُمعن النظر في الأفكار السلبية، والهواجس المتشائمة، تكون أذهاننا معرضة لهجمات خفية من الشيطان.


صلاة
إلهي القدير، أبي السماوي، أعترف أن إيماني كثيراً ما يعتمد على مشاعري وظروفي، وعلى ما هو مرئي. ومع ذلك، أشكرك لأن إيماني يمكنه أن يرتكز على كلمتك. سأخبئ كلمتك في قلبي وأدعها تغير عقلي وسلوكي. أختار أن أحيا بالإيمان ولن أخزى. آمين.

Download Audio