٢٩ مارس - الإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى

الإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. 

speaker iconنحن نعيش بين عالمين: عالم حاضر وقتي، وعالم آخر أبدي. العالم الوقتي هو العالم الذي نستطيع رؤيته؛ ونتصل به بحواسنا. أما العالم الأبدي فهو ذلك العالم الذي يريدنا الله أن نتطلع إليه، لأن فيه سعادتنا وراحتنا. ويمكننا أن نحيا فيه "بالإيمان" فقط. تتحدانا رسالة كورنثوس الثانية مرة أخرى بالتناقض بين ما يُرى وما لا يُرى:
"لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ." (كورنثوس الثانية 4: 17 – 18)
يتحدث الرسول بولس في هذه الفقرة عن مفارقة مقصودة وهي: أن ننظر إلى الأشياء الَّتِي لاَ تُرَى! كيف يمكن أن نفعل ذلك؟ الإجابة هي– بالإيمان! وتُعد عبارة "ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى" عبارة بالغة الأهمية. حيث أنها تركز على نفس الدرس الذي تعلمه موسى في اختبار تحمله الشدائد والمحن التي اجتازها. تعلم موسى أن قصد الله هو: أن تخدم الشدائد أهدافاً هامة في حياة المؤمن. فهي تشكل وتقوي شخصيتنا، كما تُعدنا للمجد الأبدي الذي ينتظرنا. وتحثنا عبارة "ونحن غير ناظرين" على ألا ننشغل بالعالم المرئي. في الواقع، الشدائد والمحن لن تُفيدنا، إلا، عندما نركز على العالم غير المرئي. ولكن، إن فقدنا رؤيتنا له، لن ننال الفوائد المرجوة من تلك الشدائد.
كذلك الإيمان يرفعنا فوق مستوى قدراتنا المحدودة، ويجعل إمكانات الله الغير محدودة متاحة لنا. عندما نحافظ على العلاقة مع الله بالإيمان، نتشدد، ونتمكن من التغلب على التجارب والمصاعب التي تواجهنا في حياتنا اليومية. وهذه بدورها، تصبح فرصة يعلن بها الله لنا جوده ومجده.


صلاة
أيها الآب السماوي، أشكرك من أجل تأكيدك لنا أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبونك. لا شيء يمكن أن يفصلني عن حبك في المسيح. حتى المحن تساعدني وأنا أرفع عيني على العالم غير المرئي: عليك. آمين.

Download Audio