١ أبريل - هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ

هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." 


speaker iconيردد كثير من الناس هذه المقولة: "أعتقد أن الله سوف يشفيني". وفي الواقع، هم يقصدون "أتمنى أن يشفيني الله ... غداً." ولا يُعد هذا إيماناً. لأن الإيمان ليس للمستقبل؛ الإيمان هو شيء نمتلكه الآن. وعندما نوجه توقعاتنا نحو المستقبل، فنحن بذلك نستبدل الإيمان بالرجاء.
منذ عدة سنوات، قدمت لي الجامعة منحة دراسية، لدراسة الثقافة اليونانية القديمة، في أثينا. وكل صباح، عندما كنت أتحرك خارج الفندق الذي كنت أقيم فيه، كنت أجد مجموعة من الصبية الذين يلمعون الأحذية. وكانوا دائماً يصرون على تلميع حذائي. ولم يقبلوا الرفض إجابة لهم. وبعد فترة، جربت أسلوباً مختلفاً. فبدلاً من أن أرفض وأقول لهم "لا"، قلت لهم "غداً"! واكتشفت من خلال هذا الموقف، طريقة المماطلة التي يخدع بها الشيطان المؤمنين. فعندما نطلب الشفاء لأنفسنا، أو عندما نصلي من أجل خلاص أحد الأحباء. لن يعوقنا الشيطان بطريقة واضحة. ويقول لك: "لن تُشفى" أو " لن ينال أحباؤك الخلاص". ولكنه يقول لك "سوف تنال ما تطلبه، ولكن ليس اليوم، ربما في المستقبل!" وهكذا يتحول الإيمان إلى رجاء. إلا أن الله لا يماطلنا للغد. وهو ما تؤكده رسالة كورنثوس الثانية الاصحاح السادس العدد الثاني حيث يقول" هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ." (كورنثوس الثانية 6: 2).
نعم هوذا الآن وقت مقبول، الله يستجيب لنا "الآن". الله لا يعلن عن نفسه بقوله "أنا كنت" أو "أنا سأكون" ولكنه يقول "أنا هو". وهذا الإعلان يبني إيماننا. كذلك عندما نطبق هذا المفهوم على طلباتنا، وتضرعاتنا للرب، سيُحدث ثورة في حياة الصلاة. يقول يسوع في انجيل مرقس 11 : 24:
"كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ." (في ترجمة أخرى يقول أمنوا أنكم قد نلتموه، فيكون لكم) يخبرنا يسوع أنه عندما نصلي، نحن ننال ما نصلي لأجله، بالإيمان. ولكن "المنح" الفعلي لما نصلي لأجله، يكون في المستقبل. ولأننا ننال الآن ما نطلبه بالإيمان، فأننا نعلم، أنه في الوقت الذي يحدده الله، سوف يمنحنا فعلياً تلك الأشياء. مفتاح الحصول على ما نطلب من الله هو: أن نناله "بالإيمان" في نفس اللحظة التي نتوسل فيها إليه. ويحررنا هذا من الصراع، والقلق المستمر، ويقودنا إلى الطمأنينة، والراحة الداخلية.

صلاة
إلهي القدير، أبي السماوي، ، أشكرك من أجل الرجاء الذي أعطيتني لأجل المستقبل وأشكرك لأنه يمكنني الحياة بالإيمان اليوم. وهذه هي الثقة التي لدي في الاقتراب منك: أنه إذا سألت أي شيء بحسب مشيئتك، ستسمعني. وإذا عرفت أنك سمعتني – أي كان ما طلبته – اعلم أني حصلت على ما طلبته منك (يوحنا الأولى 5: 14 – 15). آمين.

Download Audio