يَدَاكَ صَنَعَتَانِي كُلِّي
جسدي للرب والرب لجسدي
يوجد ترابط رائع بين سفر التكوين وسفر أيوب في نواح كثيرة. يحتوي سفر أيوب على بعض الآيات المذهلة بخصوص الجسد البشري. فنجد في الاصحاح العاشر والعدد الثامن وصفاً رائعاً يوضح مدى ابداع الله في خلق أجسادنا. فيقول:
"يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعًا". (أيوب 10: 8)
كما نقرأ في سفر التكوين في الاصحاح الثاني والعدد السابع عبارة "جبل الله". وكلمة "جبل" تشير الى عمل ماهر ناتج من عناية هائلة. تماما كما ركز سفر أيوب على مهارات فائقة، والعناية الهائلة التي كرسها الله لتشكيل جسد الإنسان. فنقرأ في العدد الثامن:
"يَدَاك كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعًا ... اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ ... أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ، وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ كَسَوْتَنِي جِلْدًا وَلَحْمًا، فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ." (أيوب 10: 8 – 11)
يا له من تعبير حي! يرسم فيه صورة رائعة للترابط بين أعضاء جسد الإنسان المختلفة. ويُكمل في العدد 12:
"مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً، وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي." (أيوب 10: 12)
ثم يذكر في الاصحاح الثامن والثلاثين الجانب الروحي لطبيعة الإنسان، فيقول:
"وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ." (أيوب 32: 8)
وهكذا نرى روعة الترابط بين سفر التكوين، وسفر أيوب في مدى قدرة الله في خلق الانسان. حيث يتفقان بوضوح على حقيقة هامة جداً، إن اتحاد نسمة الله التي من فوق، مع الطين الذي من الأسفل، هو ما خلق شخص الانسان الكامل.
صلاة
أشكرك يا رب، من أجل جسدي الذي أعطيتني. لقد خلقتني بإتحاد نسمة الرب التي من فوق، مع الطين الذي من الأسفل - وأعلن أن جسدي للرب والرب لجسدي. آمين
