التسبيح سر النصرة
"كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ"
مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. (مزمور 8: 2).
كثيرا ما يتحدث داود عن اعدائه، عبر سفر المزامير. كان أعداء داود يتعقبونه أينما ذهب. ويحاصرونه من كل جانب. يريدون أن يتخلصوا منه. ومع ذلك، فإن داود لم يهلك! وذلك لأنه عرف كيفية التعامل مع الأعداء. فهو لم يواجه أعدائه بقوته، أو بحكمته الشخصية. بل واجههم بقوة وحضور الرب.
وإحدى الطرق الرئيسية التي استخدمها داود ليواجه بها أعدائه، هي: "التسبيح". والتسبيح هو الطريقة التي أسسها الرب نفسه. لنستخدمها، سلاحاً روحياً، قويا، وفعالا، ضد أعداءنا. ويؤكد داود هذا المعنى، في مزمور 8: 2 فيقول عن الرب "أَسَّسْتَ حَمْداً ... لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ ". وفي موضع آخر يقول: "هيأت تسبيحاً... ". في الحياة الطبيعية، الأطفال والرضع، هم أضعف المخلوقات. وبرغم ذلك، فعندما يخرج "التسبيح" من أفواه حتى "أضعف" المخلوقات، نجد أن تأُثيره، هائل جدا، وهو: اسكات فم العدو.
ويخبرنا الكتاب المقدس، اننا نحن المؤمنين -مثل داود -يحيط بنا الأعداء من كل جانب، ولكن مع الفارق، أن أعدائنا ليسوا من لحم ودم، وإنما هم في العالم الروحي غير المرئي. ورئيس هؤلاء الإعداء: "هو "إبليس نفسه" "العدو، والمنتقم". الذي يتهم الأخوة. ويشتكي على كل ما نقوم به. بل، ويشتكي علينا، امام عرش الله. فهل تعلم كيف يمكننا أن نسكته؟
لقد قدم لنا داود السلاح الفعال الذي نستطيع به اسكات العدو. وذلك من خلال "التسبيح". فتسبيحنا الذي يصعد أمام الرب، يسكت فم ابليس. ويمحي اتهاماته. لنحيا أحراراً بدون شكايات العدو المستمرة على حياتنا. فمن خلال التسبيح، نحن نجلب قوة وحضور الرب، ليكونا في المواجهة، ضد كل قوى الشر التي تواجهنا..
صلاة
يا رب، أرفع إليك صلاتي. وأقدم لك تسبيحي. وأؤمن أنه بالصلاة والتسبيح، معاً، سوف أنتصر على مقاومة ابليس. أمين