أحرار من الشعور بالعار
يسوع حمل عارنا لكي نشترك في مجده
الشعور بالخزي والعار هو شعور قاسي ومؤلم، وهو شائع حتى وسط المؤمنين. وغالباً ما ينشأ هذا الشعور نتيجة تعرض الشخص لشكل من اشكال الإساءة، أو الاعتداء مثل التحرش الجنسي في فترة الطفولة. وهذه الإساءات تزداد تفشياً في مجتمعاتنا المعاصرة، وغالباً ما تترك آثاراً عميقة في نفس الإنسان، ولا يمكن شفاءها إلا بنعمة الله.
أحد أسباب الشعور بالخزي أثناء فترة الطفولة، هو التعرض للسخرية في المدرسة. قرأت قصة عن مدير مدرسة انتقى أحد الأولاد، وأمره بالوقوف، ثم قال لأقرانه "لقد نجحتم جميعاً في امتحاناتكم، ماعدا هذا الولد..." فماذا يكون شعور هذا الصبي الصغير؟ بالتأكيد هو "الخزي". كثير من خبرات الطفولة يمكن أن تسبب الشعور بالخزي. وأحياناً تُعد الخبرات التي وقعت منذ زمن طويل هي الأصعب في شفائها. كذلك يعتبر الاعتداء الجنسي سبباً شائعاً لشعور الإنسان بالخزي، (حتى من قِبل من يدعون الإيمان). لقد تعاملت مع عدد لا يحصى من الضحايا في هذا الصدد. ولكن الخبر السار أنهم يستطيعون أن يتحرروا من هذا الشعور المؤلم القاسي، عندما يأتون إلى الصليب، ويكتشفون ما فعله يسوع من أجلهم.
يصف لنا إشعياء النبي بطريقة مفصلة، الكم الهائل من الآلام التي إجتاز فيها يسوع من أجلنا، بهذه الكلمات النبوية:
"السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 5 – 6)
قال يسوع " بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ". ومع أنه كان بإمكانه أن يُنقذ نفسه. ويستدعي اثني عشر جيشاً من الملائكة لإنقاذه. (كما ذُكر في انجيل متى 26: 53). إلا أنه لم يفعل ذلك، لم يُنقذ نفسه. بل، بذل ظهره لضاربيه، بإرادته. ولا تعبر الصور التي اعتدنا أن نراها تصف جلد يسوع، عن حقيقة ما حدث. في الواقع، كان مشهداً رهيباً جداً، لأن السوط كان ينتهي بقطع صغيرة من المعدن، أو العظم، مثبتة فيه. وعندما تسقط هذه القطع على جسد الإنسان، فأنها تخترق الجلد، وتمزق اللحم. هذا هو مدى العار والخزي الذي تحمله يسوع! كذلك لم يُخفي يسوع وجهه عن العار والبصق. نعم، تحمل يسوع عارنا على الصليب.
صلاة
ربي يسوع، أشكرك من أجل عملك على الصليب لأجلي. أعلن أنه على الصليب، حررني يسوع من العار - وأعلن إيماني أن الرب يسوع حمل عاري لكي أشاركه في مجده. أمين