عهد مع الله
قُطع يسوع من أرض الأحياء بالموت لنلتصق نحن بالله إلى الأبد
يقول الرسول بولس، في رسالته إلى أهل رومية، أنه يمكن تشبيه علاقتنا بالناموس، بعهد الزواج. حيث أن علاقة الزواج تُعد علاقة التزام وعهد، مدى الحياة. ولكن هل فكرت من هو الطرف الآخر لهذا العهد؟ هو إنساننا العتيق، أو طبيعتنا البشرية الساقطة.
فالناموس في جوهره يتطلب التزامنا بتنفيذ وصاياه - بكل استطاعتنا - معتمدين على قدراتنا الذاتية. وهذا هو السبب في أننا لا نقدر أن نفي بهذا الإلتزام أبداً. طالما أن الطبيعة البشرية الساقطة تحيا فعالة في داخلنا، فأن العهد معها قائم. ولا يمكننا التخلي عنه، لنقيم عهداً مع أخر.
ولكن الأخبار السارة هي أن هذا الطرف لم يُعد بعد حياً. فهو قد مات. متى حدث ذلك؟ عندما مات الرب يسوع على الصليب، صُلب معه إنساننا العتيق أي تلك الطبيعة البشرية الساقطة. عندما تُدرك هذا الحق تستطيع أن تهتف قائلاً: صرتُ حراً، لست مقيداً بهذه العلاقة فيما بعد. لست مجبراً أن أحيا في عهد مع هذا الطرف، الذي يجلب لي حياة بشعة، بدون بركة أو سلام أو بر. الآن يمكنك أن تقيم عهداً جديداً مع يسوع القائم من الأموات، مع يسوع الممجد المقام. الذي يمكنه أن يقيم معك عهدًا، فهي علاقة بالروح.
في رسالة كورنثوس الأولي 6: 15 يقول الرسول بولس:
"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ (أو عاهرة) هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ".
هناك نوعان ﻤن اﻹﻟﺘﺼﺎق: إﻟﺘﺼﺎق روحي، وإﻟﺘﺼﺎق جسدي. يستخدم الرسول بولس هذه المقارنة، ليساعدنا على أن نفهم هذا الأمر، من خلال إدراك النقيض الموازي له. فالصورة الأولى لهذا الالتصاق هي: إﺘﺤﺎد جنسي لا أخلاقي. والنقيض الآخر الموازي لهذا الإلتصاق، هو الإلتصاق الروحي. وهو إتحاد ليس في النفس أو في الجسد، بل إتحاد على مستوى الروح. أي من يلتصق بالرب بالروح.
"مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ". (كورنثوس الأولى 6: 17)
صلاة
أشكرك يا يسوع، من أجل عملك على الصليب، أعلن أني عروس المسيح بالروح القدس، يسوع المسيح الذي قام من الأموات – وصعد إلى السموات، يسوع المسيح له كل المجد. وأعلن إيماني أن يسوع قُطع بالموت لألتصق أنا بالرب إلى الأبد. أمين
