الإيمان و الأناة
فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ
لنستكمل دراستنا في موضوع "الاجتهاد". ونتابع ما ذكره كاتب الرسالة إلى العبرانيين في الاصحاح الرابع: وَلكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ، لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ. (عبرانيين 6: 11 – 12).
توضح هذه الآيات أننا لسنا بحاجة إلى ان نجتهد فقط. بل أن نجتهد "حتى النهاية". وتذكر الآيات أيضا كلمة "مُتَبَاطِئِينَ " وهي الكلمة المضادة لكلمة الاجتهاد. والكلمة لا يقصد بها التكاسل من الناحية الجسدية. وانما يقصد بها التكاسل والإهمال من الناحية الروحية.
"وَلِهذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ¬ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً." (بطرس الثانية 1: 5 – 7) توضح هذه الآيات أن الحياة المسيحية ليست حياة ساكنة جامدة. بل هي حياة متجددة. لها ابعاد مختلفة. حياة نمو مستمر. حياة تتطلب التقدم للأمام دائماً. وذلك لان وضع السكون في الحياة المسيحية، لا يعنى سوى التقهقر إلى الوراء. أما النمو والتقدم، فهو يتطلب الاجتهاد. ثم يعود الرسول بطرس ويكرر حثه على ضرورة الاجتهاد فيقول:
"لأَنَّ هذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ." (الأعداد 8 – 9)
فهل تصدق أن شخصاً ينال غفران الله العظيم. ويتطهر من خطاياه السالفة. ينسى حدوث هذا الامر؟ يا له من امر يبدو غريباً! ولكن، كلمة الله تحذرنا، أن هذا الأمر ممكن حدوثه، من المؤمن المتكاسل المهمل. حتى أنه ينسى ما فعلته النعمة له!
صلاة
أشكرك يا رب، من أجل الوعد بالدخول إلى راحتك. أعلن حاجتي لأقتدي بأولئك الذين بالإيمان والصبر يرثون الوعود. وأني سأجتهد. أمين