أهمية الاجتهاد
فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ،
"أن نجتهد" هي ثاني دعوة يقدمها لنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين في رسالته، حيث يقول:
"فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا." (عبرانيين 4: 11)
أشرت سابقاً أن كاتب الرسالة يقدم تحذيره هذا، مستنداً على اختبار شعب الله أثناء رحلتهم من مصر عبر البرية. فشل شعب الله في أن يدخل إلى ارض الموعد، ويصل إلى الراحة التي وعدهم بها الرب – وذلك بسبب التذمر وعدم الإيمان. وكانت النتيجة هي أنهم ماتوا في البرية. يقول الكتاب المقدس أن جثثهم سقطت في البرية. (كما ذُكر في سفر العدد 14: 29، 32). فلم يستمعوا إلى صوت الرب، بسبب عدم ايمانهم وبسبب عصيانهم. كان لهم مظهر التدين، ولكن لم يكن لديهم جوهر الديانة الحقيقي، وهو "الاستماع إلى صوت الرب". هذه هي خطية شعب الله في العهد القديم. يا لها من خطية مأساوية!
فبعد ما تحدث كاتب الرسالة إلى العبرانيين، عن خطية شعب الله. وجه حديثه لنا، وهو مازال مستندا على اختبار شعب الله، ليحذرنا نحن ايضاً، قائلاً: "فلنخف". ثم قدم العلاج وهو: "فلنجتهد". وأعتقد ان هذا طبيعي جداً. فإذا اخذنا على محمل الجد خطورة عدم الايمان، وحرصنا على مخافة الرب، فمن الطبيعي أن تكون الخطوة التالية هي أن نجتهد.
دعونا نفكر للحظة فيما هو معنى كلمة "الاجتهاد". وإحدى الطرق الشائعة لتوضيح معنى أي كلمة، هو أن تعرف المضاد لها. فما هو عكس كلمة الاجتهاد؟ بديهياً، الإجابة هي التكاسل. فالتكاسل هو مضاد الاجتهاد. وبرغم أن الكتاب المقدس لم يذكر كلمة واحدة طيبة عن "التكاسل". إلا أن التحذير منه هو من الموضوعات التي يجب أن تحظى باهتمام كافي في المسيحية المعاصرة.
صلاة
أشكرك يا رب، من أجل الوعد بالدخول إلى راحتك. أعلن أن الجوهر الداخلي للديانة الحقة هو سماع صوت الرب. وأني سأجتهد. أمين